الأفيال تفوز وتهدي التأهل للنسور

فاز منتخب كوت ديفوار على نظيره المالي بثلاثية نظيفة، في ختام مباريات المجموعة الثانية من بطولة كأس الأمم الأفريقية السادسة والعشرين لكرة القدم التي تستضيفها غانا حالياً، وتأهل بالتالي إلى الدور ربع النهائي برفقة منتخب نيجيريا، الذي فاز بدوره على بنين بهدفين دون مقابل في ثاني لقاءات المجموعة ذاتها.

شهد لقاء كوت ديفوار ومالي بداية ساخنة، بعد أن تقدم فريق الأفيال في الدقيقة العاشرة عبر قائده ديدييه دروغبا مهاجم تشلسي الإنكليزي، حين توغل داخل منطقة جزاء مالي من الجهة اليسرى، وسدد الكرة أرضية في الزاوية البعيدة على يسار الحارس مامادو سيديبيه.

بعد الهدف استمر اللعب سجالاً بين الفريقين، حيث حاولت مالي بقيادة نجم الهجوم فريدريك كانوتيه إدراك التعادل الذي كان يكفي الفريق للصعود إلى الدور الثاني، وعلى الجانب الآخر واصل دروغبا ورفاقه محاولة تعزيز الهدف لتأكيد فوزهم بالمباراة، وكان الجناح الأيسر سياكا تيينيه هو الأكثر نشاطاً، بكراته العرضية إلى المهاجمين دروغبا وآرونا كونيه، ولكن الشوط الأول انتهى بتقدم الفريق الإيفواري بهدف وحيد.

ومع بداية الشوط الثاني فاجأ المدير الفني لمنتخب مالي الجميع بإخراجه الهداف كانوتيه نجم إشبيليه الإسباني، والدفع بمحمد سيسوكو نجم ليفربول الإنكليزي بدلاً منه، وفي الدقيقة الأولى أنقذ حارس كوت ديفوار أبو بكر باري مرماه من هدف محقق، إثر تسديدة قوية من سيدو كيتا لاعب وسط إشبيليه، أخرجها باري إلى ركلة ركنية.

وعلى عكس المتوقع، وبالرغم من محاولات مالي المستميتة للتعادل، فقد أضافت كوت ديفوار الهدف الثاني في الدقيقة 50 برأس لاعب الوسط مارك زورو، إثر كرة عرضية من الناحية اليسرى.

وكاد دروغبا أن يكمل الثلاثية لمنتخب الأفيال في الدقيقة 61 بتسديدة من داخل منطقة الجزاء، ولكن الحارس سيديبيه أخرجها إلى ركنية.

استمرت محاولات المنتخب المالي للتعويض ولكن دون جدوى، وأنقذت عارضة مرمى كوت ديفوار هدفاً محققاً من ضربة رأس للاعب الوسط دراماني تراوري، ولكن ذلك لم يكن كافياً، ونجح أبناء كوت ديفوار في إضافة الهدف الثالث في الدقيقة 86، عن طريق مهاجم فيردر بريمن الألماني أبو بكر سانوغو، إثر متابعة جيدة لتسديدة من يايا توريه لاعب برشلونة الإسباني، ارتدت من الحارس سيديبيه إلى سانوغو الذي تابعها في المرمى.

وفي اللقاء الثاني استغل المنتخب النيجيري هزيمة منافسه المالي، وأحرز هدفين في مرمى بنين، عن طريق لاعب وسط تشلسي الإنكليزي جون أوبي ميكيل في الدقيقة 52، ومهاجم تشلسي ياكوبو آيغبيني في الدقيقة 90، ليصعد فريق النسور برفقة الأفيال إلى الدور ربع النهائي.

وتصدرت كوت ديفوار المجموعة الثانية بجدارة، وبرصيد تسع نقاط من ثلاثة انتصارات متتالية، بينما جاءت نيجيريا في المركز الثاني بأربع نقاط، وبفارق الأهداف عن مالي التي حلت في المركز الثالث، بينما تذيلت بنين المجموعة دون رصيد.

جودار يشعر بخيبة أمل بعد الخروج
وعقب المباراة أكد مدرب مالي الفرنسي جان فرانسوا جودار أن خيبة أمله كبيرة، بعد الخسارة أمام كوت ديفوار (صفر-3) والفشل في التأهل إلى الدور ربع النهائي.

وقال جودار: "إنها خيبة أمل كبيرة بعد فشل مالي في بلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخها، لقد كنا على مشارف الدور ربع النهائي لكننا لم ننجح في بلوغه"، وأضاف: "أنا مستاء لفشلنا في التأهل، ومستاء أكثر لأننا لم نلعب جيداً في الشوط الأول، ولم نخاطر في الهجوم ولم نفرض نفسنا في وسط الملعب، لا أعرف ما هو السبب".

وتابع المدرب الفرنسي: "خسرنا أمام منتخب قوي ومتكامل في مختلف الخطوط، أهنيء كوت ديفوار بالفوز وأعتقد أنها تملك كل المؤهلات لإحراز اللقب"، وأوضح جودار: "تعرضنا لضربة موجعة في الشوط الثاني، لأن لاعبين بارزين لم يستطيعا إكمال المباراة، فريدريك كانوتيه بسبب الإصابة وآداما كوليبالي بسبب المرض، ثم أصيب باسالا توريه، كل الظروف كانت ضدنا وهذه هي كرة القدم".

وأضاف: "الخسارة ثقيلة ولم ننجح في تخفيفها، لأن عيبنا هو عدم الفعالية أمام المرمى، إنها مشكلة نواجهها منذ استلامي مهام تدريب مالي، وأعتقد أنه لا يزال أمامنا عمل كبير لتصحيح هذه المشكلة وتحسين أداء الفريق، وهذه المباراة ستكون مفيدة لنا كثيراً في عملنا في المستقبل".

وأردف قائلاً: "لا يجب اعتبار حصيلة المشاركة سلبية، بل العكس لأنه يجب ألا ننسى أننا كنا ضمن مجموعة قوية ضمت كوت ديفوار ونيجيريا، حققنا الفوز على بنين (1-صفر) وقدمنا مباراة جيدة أمام نيجيريا، لكننا أقصينا من قبل كوت ديفوار التي تملك لاعبين أصحاب مهارة كانت لهم الكلمة في تحقيق هذه النتيجة"، واختتم مدرب مالي حديثه قائلاً: "لو كنا أقوياء معنوياً لما كانت النتيجة هكذا.

في المقابل، أعرب مدرب كوت ديفوار الفرنسي الآخر جيرار جيلي عن سعادته بالفوز الذي حققه فريقه، وقال: "أنا سعيد بالفوز، كنا متأكدين أننا سنواجه منتخباً قوياً، لذلك ركزنا جيداً ونجحنا في تحقيق فوز ثمين".

وتابع جيلي: "أعتقد أن خبرة وفنيات ومؤهلات بعض لاعبي كوت ديفوار هي التي أحدثت الفرق وقادتنا إلى تحقيق الفوز"، وأضاف: "فوزنا على مالي سيرفع معنوياتنا في باقي مشوارنا في البطولة، وخصوصاً أمام غينيا في ربع النهائي".

أما قائد كوت ديفوار ديدييه دروغبا فقال: "لعبنا جيداً وحققنا فوزاً كبيراً، والآن أمامنا مباراة قوية في ربع النهائي أمام غينيا، ويجب الاستعداد لها جيدا لان تأهلها ليس مجرد صدفة".

نيجيريا تستعد لمونديال 2010 من الآن
وبعد الفوز على بنين، أكد أوغستين إيغوافون مساعد مدرب منتخب نيجيريا أن الأخيرة تعد منتخباً لمونديال 2010 قائلاً: "كل المنتخبات التي تلعب ضد نيجيريا تكون دوافعها قوية، ونحن لم نكن محظوظين ضد كوت ديفوار (صفر-1)، نعرف أن لدينا منتخباً شاباً وأننا نعده لمونديال 2010، لكن هذا الإعداد يبدأ من هنا".

وأضاف: "أما عن اللقاء مع غانا في ربع النهائي، فنحن نحترم الجميع ولا شك لدينا في قدراتنا"، وختم إيغوافون تصريحاته بالرد على الانتقادات التي وجهتها الصحف المحلية، بعد التعادل مع مالي في المباراة الثانية، وقال: "في النهاية، لقد تأهلنا إلى ربع النهائي".

على الجانب الآخر أكد الألماني راينهارد فابيش مدرب بنين أنه لن يستقيل من منصبه رغم الهزيمة الثالثة على التوالي للفريق، والخروج من الدور الأول وقال: "أكرر للذين لا يريدون أن يفهموا، أن عقدي ينتهي بعد عامين ولن أستقيل من منصبي"، وأضاف رداً على أسئلة الصحافيين البنينيين: "إذا كنتم لا ترون إلا النتيجة فمن الأفضل أن تبقوا في المنزل وان تشاهدوا التلفاز"

وتابع فابيش: "قدمنا عرضا محترماً جداً أمام منتخب قوي جداً، إنني فخور باللاعبين وشكرتهم الواحد تلو الآخر في غرف الملابس، لقد خاب أملنا لكننا قاومنا طيلة 70 دقيقة، وكنا قريبين من إدراك التعادل، لا تنسوا أننا لعبنا ضد أحد أفضل المنتخبات في أفريقيا".
وختم المدرب الألماني حديثه متسائلاً: "هل سيتم مطالبتي بتقديم الاستقالة إذا خسرت أمام أفضل ثلاثة منتخبات في العالم؟".