للمرة الثانية على التوالي ودعت المغرب بطولة كأس الأمم الأفريقية من الدور الأول، وذلك بعد هزيمتها بهدفين نظيفين من الدولة المضيفة غانا مساء الاثنين في ختام مباريات المجموعة الأولى للبطولة.
بدأ اللقاء بشكل سريع من الجانبين، وخاصة من المنتخب المغربي الذي لم يكن لديه بديل سوى الفوز، ولكنه لم يستطع ترجمة هجماته إلى أهداف.
ومن متابعة لركلة حرة، تقدمت غانا في الدقيقة 26 عن طريق نجم وسط تشلسي الإنكليزي مايكل إيسيان، وبعدها بثلاث دقائق لم يحتسب الحكم هدفاً مغربياً سجله المدافع الغاني جون باينتسيل في مرماه، حيث ألغاه الحكم بدعوى تسلل أحد مهاجمي المنتخب المغربي.
ورغم السيطرة المتبادلة على مجريات الشوط الأول، إلا أن أصحاب الأرض نجحوا في تعزيز تقدمهم في الدقيقة 45، بالهدف الثاني الذي سجله سولي مونتاري لاعب وسط بورتسموث الإنكليزي، بعد أن تلقى كرة بينية من إيسيان، وسدد الكرة في الزاوية الضيقة على يسار الحارس المغربي نادر المياغري، لينتهي الشوط الأول بتقدم غانا بهدفين نظيفين.
وفي الشوط الثاني غاب الهجوم المغربي وسيطر فريق النجوم السوداء هجوماً ودفاعاً، في أقوى عرض له في البطولة الحالية، وأنقذ المياغري مرماه من هدف ثالث في الدقيقة 74، وبعدها بدقيقة أخرج تسديدة قوية من إيسيان إلى ركلة ركنية.
وأهدر المهاجم الغاني جونيور أغوغو فرصة للتهديف في الدقيقة 83، وبعدها بلحظات أنقذت عارضة المرمى المغربي ركلة خلفية من المهاجم أسامواه غيان، لينتهي اللقاء بفوز أصحاب الأرض بهدفين نظيفين.
ورفعت غانا رصيدها إلى تسع نقاط من ثلاثة انتصارات متتالية تصدرت بها المجموعة، بينما احتلت المغرب المركز الثالث برصيد ثلاث نقاط من فوز وحيد على ناميبيا، وهزيمتين متتاليتين أمام غينيا وغانا.
وعوض المنتخب الغاني نتائجه المخيبة للآمال في البطولة السابقة، حين خرج من الدور الأول باحتلاله المركز الثالث في المجموعة الرابعة، بعد أن فاز على السنغال بهدف وحيد ولقي هزيمتين أمام كل من نيجيريا وزيمبابوي.
ويذكر أن المنتخب المغربي، وصيف عام 2004، قد ودع من الدور الأول أيضاً البطولة الماضية، التي استضافتها وفازت بها مصر عام 2006، حيث احتلت المغرب المركز الثالث في المجموعة الأولى، بنقطة واحدة ودون رصيد من الأهداف، بعد الهزيمة من كوت ديفوار بهدف نظيف والتعادل السلبي أمام كل من مصر وليبيا.
ميشال لن يستقيل رغم الخروج
عقب الهزيمة أمام غانا أكد الفرنسي هنري ميشال مدرب المنتخب المغربي أن فريقه أهدر فرصة التأهل إلى الدور ربع النهائي بالخسارة أمام غينيا (2-3) في الجولة الثانية وليس أمام غانا.
وقال ميشال: "أهدرنا التأهل أمام غينيا وليس غانا، كنا نعرف أن مباراة غانا ستكون صعبة، وأننا نحتاج إلى معجزة لتحقيق ذلك، لم نلعب جيداً ولم نهدد مرمى غانا على الإطلاق سوى من تسديدتين بعيدتي المدى"، وتابع: "إنه فشل ذريع وأنا مستاء لذلك، يجب أن نستخلص العبر من هذه المشاركة ونصحح الأخطاء ونجدد دماء المجموعة ونفكر للمستقبل فأمامنا رهان كبير يتمثل في تصفيات مونديال 2010".
وأكد ميشال أنه لن يستقيل من منصبه رغم الفشل في النهائيات قائلاً: "لن أستقيل من منصبي لأنني استلمت مهامي منذ فترة قصيرة، الخروج من النهائيات ليس نهاية العالم فهذه هي كرة القدم، ارتكبنا أخطاء قاتلة في المباراة الثانية وأهدرنا التأهل، يجب التركيز على المستقبل وأنا واثق من أن المنتخب المغربي سيعود بقوة".
وأكد قائد المغرب يوسف سفري أن جميع اللاعبين "كانوا يعرفون أن المهمة صعبة ومن المستحيل الفوز على غانا أمام جمهورها وعلى أرضها"، وأضاف: "أعتقد بأننا أضعنا التأهل بالخسارة أمام غينيا، لعبنا مباراة جيدة أمام ناميبيا وبجدية كبيرة لكننا تخاذلنا أمام غينيا وارتكبنا أخطاء كثيرة كلفتنا الخسارة وضياع التأهل".
وتابع سفري: "منتخب غانا قدم مباراة جيدة وكان من الصعب علينا مجاراة إيقاع لاعبيه وهز شباكهم. يجب أن ننسى ما حصل في غانا ونفكر في المستقبل ونبحث عن لاعبين يدافعون بقتالية عن القميص الوطني".
لوروا يشكر لاعبيه على العرض الرائع
أما مدرب غانا الفرنسي الآخر كلود لوروا فقال: "إنها أفضل مباراة للمنتخب الغاني، منذ تسلمي الإشراف على إدارته الفنية، أشكر اللاعبين الذين طبقوا بإتقان كل ما قمنا به في التدريب، لقد لعبنا مباراة رائعة وكل شيء مر على ما يرام".
وتابع: "أمامنا عمل كبير يجب أن نقوم به، خصوصاً من الناحية التكتيكية، دخلنا هذه المباراة من أجل الفوز وليس التعادل ولذلك هاجمنا منذ البداية وحتى نهاية المباراة"، مشيراً إلى أنه منح مساحات كبيرة لإيسيان داخل الملعب، والنتيجة كانت تسجيله الهدف الأول وصنعه الثاني، فضلاً عن تألقه وأثمر ذلك اختياره أفضل لاعب في المباراة".
وأضاف لوروا: "سيكون من الصعب على أي منتخب الفوز على غانا إذا لعبت بالطريقة التي فزنا بها على المغرب".
من جهته، قال إيسيان: "إنها أفضل مباراة لنا في البطولة، وبالنسبة إليَّ حاولت فقط تقديم الأفضل لمنتخب بلادي ولزملائي، بإمكاننا إسعاد الشعب الغاني".
غينيا تواصل رحلتها
وفي ثاني لقاءات هذه المجموعة، أكدت غينيا صعودها إلى الدور ربع النهائي برفقة غانا، وذلك بعد تعادلها مع ناميبيا بهدف لكل منهما، سجل هدف غينيا سليمان يولا مهاجم فريق ليل الفرنسي في الدقيقة 62، ثم عادل لاعب الوسط بريان بريندل النتيجة لناميبيا في الدقيقة 80، فاحتلت غينيا المركز الثاني برصيد أربع نقاط، بينما تذيلت ناميبيا المجموعة بنقطة واحدة، بعد أن تلقت هزيمتين وتعادلت مرة واحدة، ودخل مرماها سبعة أهداف بينما أحرزت هدفين.
وكانت غينيا قد تصدرت المجموعة الرابعة في بطولة عام 2006، بفوزها في مبارياتها الثلاث على كل من جنوب أفريقيا وزامبيا وتونس على الترتيب، ولكنها خرجت في الدور ربع النهائي أمام السنغال التي فازت بنتيجة (3-2).
نوزاريه راض عن الأداء رغم التعادل
وعقب التعادل مع ناميبيا، أكد مدرب المنتخب الغيني لكرة القدم الفرنسي روبير نوزاريه أن فريقه قدم أفضل مباراة له في الدورة قائلاً: "إنها أفضل مباراة لنا في البطولة، لكننا لا زلنا نعاني في الحفاظ على تقدمنا"، مضيفاً: "أصبنا برعب كبير في نهاية اللقاء، خوفاً من تسجيل ناميبيا لهدف الفوز، لأنه كان سيقصينا من المنافسة لصالح المغرب".
وتابع نوزاريه: "لم نتمكن من انتزاع التأهل بفوز رائع، لكننا حققنا الأهم وبلغنا الدور ربع النهائي للمرة الثانية على التوالي".
أما سليمان يولا مسجل هدف غينيا فقال: "أنا سعيد بالتسجيل خصوصاً وأن الهدف كان مفيداً لنا بالتأهل، على الرغم من أننا تهاوننا في نهاية المباراة، واستقبلت شباكنا هدفاً".
أما المدافع الغيني ديانبوبو بالديه فقال: "تأهلنا إلى ربع النهائي إنجاز رائع، لكننا لم نلعب جيداً واستقبلت شباكنا هدفاً"، مضيفاً "افتقدنا إلى باسكال فيندونو (بسبب الإيقاف) وعانينا قليلاً من التعب"، وتابع: "يجب أن نحسن أداءنا في المباراة المقبلة إذا كنا نرغب في الذهاب بعيداً في البطولة".
ويذكر أن فيندونو أخطر لاعبي غينيا سيغيب أيضاً عن المباراة القادمة، نتيجة توقيع عقوبة الإيقاف مباراتين عليه بسبب طرده في مباراة غينيا والمغرب، لتعديه بالضرب بدون كرة على أحد لاعبي المغرب.
